محاولة
في سراب
حَاولتُ، وهذا المدعو قلبي َ
أنْ نتنزهَ مرّة ..
في ممرٍ طويل ٍ فسيح !
ثيابٌ كثيرةكانتْ تلتصقُ على جدرانِه ،
جدرانه الناعمه كجسدِ الشّمس ِ ..
ثياب أطفال ٍ هنا ،
ثياب لجنود ٍ بلا أوسمة أو نياشين ،
ثوب اسود لقاض ٍ
بلا بقعة بيضاء على الظهر!..
ثياب لنسوة أرامل..
خرجن منذ خريفين
من وراء بيوت ٍ قديمة ٍ ..
ثوب لشاعر..
لم تمسّه الشمسُ منذ اندلاع
حرب الشعر الأولى !!
ثوب لعامل نظافة ..
وثياب تشبه أكياس الطحين القرويّ
أيام زمان .....
لم أعرف حتى اللحظة .. لمنْ !؟
وحاولتُ، في نهايةِ ذاك الممر ِ
مع المفجوع قلبي
ان نغيّرَ طبع فراشة
- حين تبصر ُ الضوء -
خرجت بغتةً...
غير أنّ ذاكرتي
كانت مليئة ..طافحة بالملحِ ،
.. برمال الصحراء الحارقة ..
والنهرُ الذي لاحَ لعيوني
كان َمجرد سراب
والشعر ِ ...!
كان... مجرد ...
سراب !!
••• ••• •••
رياض ناصر نوري