رجل قابل للحب
نضال عزمي
هو رجل قابل للحب.
لا يُشهر في وجه الصباح
أغاني فيروز...يتثاءب في كسل
يُمرّر أصابعه في شعره
ويحك ذقنه في بطئ لا متناه..
يقوم الى الماء متثاقلا..
يتخلّص من بقايا النوم
لا ينظر الى المرآة كعادته ..
لا يُقابل أحدا حتى ذاته.
جاهز لمقابلة الشمس ,
يحب رائحة الصباح ...
قطّته تحاصر قدميه,تتمطى عليهما .
يجملها بين يديه الى المطبخ
ليسكب لها حليبا في صحنها كعادته
ويلتقط تفاحة كانت على طاولة المطبخ ويقضمها متجها الى الباب المؤدي
الى الحديقة .
يكره أن يحاصر حذاء قدميه.
يعتقد أنه يُمتّع الارض والعشب والسلالم بخطواته الخفيفة .
بدأت عيونه تتحسّس لون البحر ...
تعدّ نوارسه وما فاض من غيمه.
لم يكن يملّ من وقوفه على البحر
وكأنها وظيفته اليومية
كان كالأطفال تهتز أعماقه بنشوة
كلّما لامس الموج قدميه...
كان قلبه مشدودا كطائرة ورقيّة
الى عالم لا ينتمي اليه أحد إلا هو.
كان رجلا يقترب من الخيال
ولا يطأه..
يتبعه ظله دون قصد
وكذلك عيون النساء.