مجلة قصيدة النثر

اصوات شعرية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إلى الغائب الحاضر _ رولا أبو صعب



إلى الغائب الحاضر 



دَعني أبدأُ مِن أولِ نقطةٍ كانت تُدركُ
سِيماءَ النبضِ الخفية
وتُصيّرها فيمَا بعد أغنيةً رشيقة
ترقص على التلال 
دَعني أبدأُ مِن أوّل صعقةٍ خَطفت عيونَ اللغة
وابتعدَت بها بعيداً ..بعيدا
أسدَت لها سَيراً أرعنَاً يَتبعُ غبَشَ الأرصفَةِ
والعيون المُطفأة احتراقاً

ولأنّني / العاشقة 
التي اعتادَت أن تتركَ خطواتِها عاريةً 
أمامَ أبوابِ لهفتِها 
بلا أقدامٍ ..بلا طريقٍ
بلا إشاراتٍ ..وبلا نقاطِ تقاطع 
قرّرتُ تَنضيدَ أوردتي علَى توقيتِ 
الشّوقِ لديَّ
وركنهَا كساعةٍ حَمقاء تَدقُّ مُلتبسةً
كُلما أوحَت  لَسعةُ الهواءِ بذلك 
في سَاحاتِ اللامكان
أو كلّما انشقّت أنهارٌ خلَّاقةٌ مِن بين 
أصابعِ نَزقها  تُنذِرُ بانفجارٍ جديد

ولأنّني /الشّاعرة 
التي انقلبَت مَوازينها عندَ ضِفافِ عينيكَ 
ألزمتُ رتقَ جِهاتي المَثقوبة مِن كلِّ صَوبٍ
ورفدِها بكثيرٍ من العناقاتِ المَحشوّة
بذاكرةِ الضّوء
طمرتُ كلّ ما تُخفيهِ الآلهة 
مِن صَخبٍ كثير ..لسعاتٍ مَجنونة
 ولعناتٍ مَفتوحة
تَمنحُ الليلَ شكلاً آخر 
في مَلكوت تَكوينها 

وبما أنّني / أنتَ
التي أمرُّ مِن أمامِهِ كلَّ مساء
فاردةً أغصانَ الشّوقِ على أكتافي
تفلِتُ الأصابع مِن يَدي
وأنا أجرُّ الكَلامَ بينَ ضفتينا
وينزلقُ الصّوت من فمي 
يَغدو عطراً عالقاً بسقف الغياب
لذا..
 سأجاورُ السّحابَ لبرهةٍ
 وأحظَى بقطعةِ بَرقٍ تَسقطُ بحضنكَ 
الأسير عمداً  .../حينها فقط
سأزِفُّ بِشارةَ ( أبولو )
لقلبِ ( سيبل) بكثيرٍ مِن  الأوتار  
التِي تَستنشقُ شهقَةَ الحياةِ
مِن الصَّرخةِ الأولَى

رولا أبــو صـعب


عن الكاتب

شاعر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة قصيدة النثر