حسبـي
ما بيـن وحشـة السنابـل في إعوجاج المنـاجلِ، وشهقـة البيدر عنـد هـروب الفـراشةِ،
أحتسب بغـتةً، لأرعـب أضـواء المدينةِ،
كغزالة ضـاعت بيـن اشبـاح الحـدائق الجـافة...
حسبـي الحبـر والجمـر، ودمـعة هـاربة تبحث عن ملاذٍ في الضـفة الأخـرى...
حسبـي الضيـاع، يتـركني بين وتـرين، تعزفا إنشودة السـراب...
حسبـي نوارس الشط، تجمع العطـشى، تنبت في جوفهم زهرة الصبـار....
حسبـي متـاهة الحيـاة، ارجع بها صبابتي عشرة أعـوام ونيـف، لتشدو نشوة الهيـام...
حسبـي العمـق في عمـقي، وثقب أسود عند حافـة الأمنيـات...
حسبـي رمـاد المـرآيا، تتـناثر من حـولي تذكيـراً لكدمـات الكلمـات...
حسبـي خلـخـلة الـرّوح، كصـدى، مكـلّل بتـلويحة الــوداع...
حسبـي تـخوم الفـاجعة، وأنيـاب القـلق حين فـداحة الخـذلان...
حسبـي دمـوع عصية، في ضـلالِ اليـقين تتـوجس خيـفة من فضيحة الصفصـاف..
وحسبـي في الحـسبان، قصيـدة خـرافية تـمشط شَـعرها بواحـات الغيـاب...
لتخـلق ملحـمة الخلّود، تلك التي لا تطفـو إلا في لُجـجِ البحـار...
هناء مهتاب