مجلة قصيدة النثر

اصوات شعرية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

هكذا يفتحُ الوقتُ الساعةَ لنمتلئ بالجنون _ أسعد الجبوري


هكذا يفتحُ الوقتُ الساعةَ لنمتلئ بالجنون
_________________________
                     أسعد الجبوري
Asaad Al-Jabbouri 

وليلٍ 
يفتحُ شبابيك بيتهِ ويطردُ البكاءَ .
هو ليلٌ
لا يعرفُ إلى أين يمضي بي أو معي أو بالفَلك.
وبحرٍ 
يسكنُ كأساً مُدَوّراً من الكريستال المُقوى 
بآهات الإلهيين.
والأرضُ نجمةُ استعراضٍ بين المجرات.
منْ يتذكرُ المسافرَ الذي حملَ معهُ علبةَ ماكياج سعاد حسني وأطلالَ أور ومدفعَ العقل الذي يعملُ ببارود الذكريات في حقيبة الحب،وأقفلَ عائداً للقفار وحيداً مع مظلتهِ المُزيّنةِ بالثقوبِ.
لا أحدَ يعرفُ.
لا أحدَ يتذكرُ.
لا أحد هنا.
لا أحدَ يستمعُ لمقامات يوسف عمر،
وهي تشقُ زيقَ القميص،
وتنهبُ القلبَ كرةً بين الأقدام التي تركها مرادونا على بابِ المقبرة .
الغرابُ بطلٌ تراجيدي في دماغ صموئيل بيكيت الباطني.
فهو يعرفُ من قتلَ غودوت في أزقةِ الكتبِ .
مثلما تعرفُ أم كلثوم
إن كلّ حجر من الأهرامات هو دمعةُ عاشقٍ مات شهيداً خارج نصّ الفرعون .
مفكرةُ (أبو الهول) ضيقةٌ بالزهايمر.
أو بلوثةِ كبريتٍ من الهجران المُتّقِد كخنجرٍ مغموسٍ بنار .
ليس تلك مكيدة للإيقاع بالتاريخ النائم كالثعلب تحت عضلات سلالّم الدماغ العاطفي.
ولكننا هنا
نحاولُ أن نتصورَ لقطات سيلفي مع القنابل والقطط ولوحاتٍ لنساءات فقدناهنّ في مثلث برمودا،
يومَ كنَّ يطرزنّ النهودَ بتاتو الشّهوات والثياب المُصنعَة باللذّات الطارئة.
فراغٌ يمتلئ بفراغٍ آخر فجأةً..
فيما نادلُ يمزجُ نادلُ الحانةِ النبيذَ بالأوكسجين بأصابعهِ التي تعبثُ بأزرار الأغنية التي وصلت الحفلَ متأخرةً وهي تضعُ مؤخرتها بتنورة النايلون.
هكذا يفتحُ الوقتُ الساعةَ لنمتلئ بالجنون.
ولكن
أين الشمعةُ التي تركها لنا البرقُ ،
لنضئ بها الجثامينَ النائمة في أعماقنا كالموميائيات .
يا للهوّل..
القدمُ انكسرتْ على جسرِ المحبوب..
وربما
لم يبقَ من المشي غير خطوةٍ صغيرةٍ نحو سرير الفراشة المُغطى بالنار.
غير خطوةٍ  فقط.

عن الكاتب

شاعر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة قصيدة النثر