البيت من رمل
المفتاح بحر بكل زرقته
والأقفال موصدة على أصابعي،،
أحمل في كفي وزر الكلمات
وثقل الوحي زاد حزنه
فلمع على وجهي طيف بكاء
شاخ و تثاقل في السقوط ،،
يتعبني الصمت
ولست ممن يُسأل كيف تخطيتَ الصعاب،،
فيقول بكل بلاهة"نمت كثيرا"،،
لست ممن يوجعه الرحيل
وينحني ظهره كقوس بلا قزح
يظلل الفكرة عن سطرها
ويشطرها إلى جار عميق
ومجرور عقيم
ويوزعها في وجه الريح
نغمة عالقة و غنيمة معلقة ،،
فيضحك الهبوب
كأنه يستعيد درسه الأول في لغة الريش ،،
ذلك الدرس العصي المقيت يبدأ بالنظر للسماء
وينتهي بالأجنحة
كل الوعود حمالة حطب
حمالة غضب
حمالة جرح حمالة حرج،،،
كل الوعود تنبئ بالثورة
عدا أن الشرايين ممرات للاستبداد
فعبثا يفتح الصدر بابه عند الغروب،،
لا القلب يهرع كاللص
فجلباب الضلام أكبر من مقاسه،،
ولا الغسق يدخل بين الضلوع
الليل أصلا من هناك يبدأ،،،
على الصفحة الأولى من جريدة يومية
أقرأ عن الرحيل الذي صعد الركح
وتلعثم في النطق
ونسي دوره فمشى قليلا و اختفى ،،
وبقي الحاضرون بلا وعي
بلا فهم و غرقوا في الأسئلة عن الدور المنسي الذي لم يقل،،
إنه الرحيل يأكل من رؤوس الأصابع
يعرف كيف يعلق المشانق على نقاط الاستفهام،،
يعرف أن الأجوبة لا يجب أن تحضر العرض،، لأن الجنائز تمر موكبا من المشاة
وليست تحترف الكراسي،،،
لأن الجنائز لا تعترف بلغة العد حين تصير الأرقام ألغازا تتنفس تحت التراب و تمتهن الحزن
أين يكون الفقد جمرا يتطاير من فرط الصراخ و يبتلعه البحر حتى تطفح حاؤه في ملحها ،،
سلاما على الذين ذروا وجوههم رمادا ليعبدوا الطريق إلى الضوء ،، كلما اشتد الاحتراق احتد اللمعان
وانهزمت المسافة بينهم
وبين الغد الموبوء بفائض من الانتظار ،،
فما عاد يعنيهم أن يكون الغد يوما آخر أو يوما أخيرا،،،
"تنسى كأنك لم تكن"،
وتنسى كأنه لم يكن،، النسيان
شرف عظيم عظيم
ومرحلة من الشعور
أقصى لكن المرحلة الأقسى
أن تعيش يومك متناسيا،،
مدعيا التناسي،،
وأنت في سرك تعيش صراعا باطلا
فغالبا ما يلقيك على ضفة أبعد
من اليأس
حيث يصير اسمك ضربا من الادعاء
ويصير وجهك ضربا من العداء،
اهرب إن استطعت
فإن العبور إلى مجدك يأتي
على أقساط تسددها من وهن الروح،
يصيرك اللظى مبتدأ ينفصل خبره على مذبحة ،،
ويأخذك الأرق عبر الزمن
حلما متعفنا يذوب آخره على المشرحة،،
وفصيلة دمك من قيامة،،
تضحك في النزيف لينفتح المجاز على مصراعيه
وتعتقد بأنك بعثت من موت محتوم،،
ربما يضاف لرصيدك
لكمة من كلمات
ويصدق وحيك بأن النسيان أرض محرمة
وقدميك مغلولتان بالانتظار،،
حتى علامات الطريق شاخت
فعلى من توزع مواعظك آخر الليل
وتشتت قوافل الضوء كل صباح،،
كأنك لا تعلم بأن تجربة السماء
أولى قواعدها أن تمضي إلى الأمام ،
لأنك تعلم أنك ميت لا محالة ف
فإن من حقك أن تكتب خطاب تأبينك بخط يسمع فيه كيف يسقط الوجع قطعة قطعة ،
ولا تنسى أن بوادر حبرك محاق يأفل ولم يكتمل،،
يسرا عراكي