كينونة
رؤى باكير
ليس الملموس مني فيك سوى ظلّي،
انا من لم أكن لحظةً ، مجردَ لحظة
أنا .. الوجودُ قبل التواجد
والوَجْدُ قبل الوجود
أنا ألوانُ زهرِك كثيرة المنى
بيادرُ قمحك الغارق في عناقِ الوفرة
صحوةُ زرعك إذ لوحَ بالجنى
وقتُ حصادك ،
و من صبحِك السنا
أنا عمق اللون في عينيك
ضياء جبينك وسمرة ساعديك
أنا دفء قلبك
لذة الفوضى في نبضك
كمنجات ضحكتك الهاربة
وأنا مسارات الروح فيك ..
أنا حكايات مُدنك القديمة،
تراثها المشهود
حلمها الموعود
أملها المنشود
وأنا الآتية من أقاصيكَ ..إليك
أنا نايات فكرك ..
لفتاتٌ شِعرك
لكنةُ الحبّ فيها
انتصارُ القصيدةِ حين تخلقها على مهَل
مجازاتُك عميقةُ الجذرُ
كثيرةُ العددْ ،
وأنا مدادُك حين ينادي..
مددْ
أنا سهولُ خيالاتِك المسافرة بعيداً جداً
و أنا اللغةُ المرميّةٌ من أقصى أطرافِها كوحي عليك
أنا سربُ الشعورِ الغامرِ في عينيك كهطلْ
و رقصُ الحجلْ على ثغرك إذ أُطِلْ ..
أنا ماؤك
أنا دماؤك
أنا رجاؤك
انا دعاؤك كلّه حين يطرقُ أبوابَ السماء
و يخرجُ من صوتك ليكونَ اسمي